خطير رحلة ميت
- و أما مشاهدة ملك الموت عليه السلام
و ما يدخل على القلب منه من الورع و الفزع ، فهو أمر لا يعبر عنه لعظم هوله و فظاعة رؤيته ، و لا يعلم حقيقة ذلك إلا الذي يبتدئ له و يطلع عليه ،
و إنما هي أمثال تضرب
و حكايات تروى
قال الله تعالى :
" قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم " .
قال : ابن عمر
إذا قبض ملك الموت روح المؤمن قام على عتبة الباب و لأهل البيت ضجة ، فمنهم الصاكة وجهها ، و منهم الناشرة شعرها
، و منهم الداعية بويلها ،
فيقول ملك الموت عليه السلام :
فيم هذا الجزع فو الله ما أنقصت لأحد منكم عمراً ،
و لا ذهبت لأحد منكم برزق ، و لا ظلمت لأحد منكم شيئاً
، فإن كانت شكايتكم و سخطكم علي
فإني و الله مأمور ،
و إن كان ذلك على ميتكم
فإنه في ذلك مقهور ،
و إن كان ذلك على ربكم
فأنتم به كفرة ،
و إن لي فيكم عودة ثم عودة ،
فلو أنهم يرون مكانه أو يسمعون كلامه لذهلوا عن ميتهم و لبكوا على أنفسهم :
2-وقال صلى اللة علية وسلم"
إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً ،
ثم
يكون علقة مثل ذلك ،
ثم
يكون مضغة مثل ذلك
، ثم
يرسل الله الملك فينفخ فيه الروح
قوله :
يجمع خلقه في بطن أمه . قد جاء مفسراً عن ابن مسعود رضي الله عنه:
قال عبد الله :
إن النطفة إذا وقعت في الرحم فأراد الله سبحانه أن يخلق منها بشراً طارت في بشر المرأة تحت كل ظفر و شعر ، ثم تمكث أربعين ليلة ، ثم تنزل دماً في الرحم فذلك جمعها
3-و في صحيح مسلم أيضاً :
"
: إذا مر بالنطفة إثنتان و أربعون بعث الله إليها ملكاً
فصورها و
خلق سمعها و بصرها و شعرها و جلدها و لحمها و عظامها .
ثم يقول :
أي رب أذكر أم أنثى ؟ "
وقال صلى اللة علية وسلم"
(( ان العبد ليعالج كلرب الموت وسكرات الموت وان مفاصلة ليسلم بعضها على بعض تقول عليك السلام تفارقنى وافارقك الى يوم القيامة ))
سبب قبض ملك الموت لأرواح الخلق
- قال :
" ما من مسلم يصيبه أذى ، من مرض فما سواه إلا حط به سيئاته كما تحط الشجرة ورقها " .
خرجه مسلم .
وقال : صلى اللة علية وسلم"
من يرد الله به خيراً يصب منه " –
. و في الخبر المأثور يقول الله تعالى :
" إني لا أخرج أحدا من الدنيا ، و أنا أريد أن أرحمه ، حتى أوفيه بكل خطيئة كان عملها :
سقما في جسده .
و مصيبة في أهله و ولده ،
و ضيقاً في معاشه
، و إفتاراً في رزقه ،
حتى أبلغ منه مثاقيل الذر
فإن بقي عليه شيء شددت عليه الموت ،
حتى يفضي إلى كيوم ولدته أمه
" .وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه
قال صلى اللة علية وسلم"
:
[ إذا بقي على المؤمن من ذنوبه شيء لم يبلغه بعمله شدد عليه الموت ليبلغ بسكرات الموت و شدائده درجته من الجنة ،
و إن الكافر إذا كان قد عمل معروفاً في الدنيا ، هون عليه الموت ليستكمل ثواب معروفه في الدنيا ثم يصير إلى النار ] .
وقال صلى الله علية وسلم :
نفس المؤمن تخرج رشحاً ،
و إن نفس الكافر تسل كما تسل نفس الحمار ،
و إن المؤمن ليعمل الخطيئة فيشدد بها عليه عند الموت ليكفر بها عنه .
و إن الكافر ليعمل الحسنة فيسهل عليه عند الموت ليجزي بها
- أن أبا الدرداء رضي الله عنه ـ
قال :
[ أحب الموت اشتياقاً إلى ربي ، و أحب المرض تكفيراً لخطيئتي ، و أحب الفقر تواضعاً لربي عز و جل .
ولكن نصيحة رسول الهً حتى لاننسى
لا يموت أحد الا و هو يحسن بالله الظن
و في الخوف
من الله تعالى
1-مسلم " عن جابر قال :
سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول قبل وفاته بثلاثة أيام :
لا يموتن أحدكم ا و هو يحسن الظن بالله "
أخرجه البخاري
و زاد :
فإن قوماً قد أرادهم سوء ظنهم بالله فقال لهم تبارك و تعالى :
" و ذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين
2-وعن أنس أن النبي صلى الله عليه و سلم دخل على شاب و هو في الموت
فقال :
كيف تجدك ؟
فقال :
أرجو الله يا رسول الله و أخاف ذنوبي ،
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
لا يجتمعان في قلب عبد مؤمن في مثل هذا الموطن إلا عطاء الله ما يرجو و أمنه مما يخاف " –
3--عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه
قال :
قال ربكم عز و جل :
لا أجمع على عبدي خوفين و لا أجمع له أمنين .
فمن خافني في الدنيا أمنته في الآخرة
و من أمنني في الدنيا أخفته في الآخرة
وقال
إن الله تعالى يقول:
أنا عند ظن عبدي بي إن خيرا فخير و إن شرا فشر
وقال
ثلاثة لا تسأل عنهم: رجل ينازع الله إزاره و رجل ينازع الله رداءه فإن رداءه الكبرياء و إزاره العز و رجل في شك من أمر الله و القنوط من رحمة الله
وقال
قال الله تعالى: إذا أحب عبدي لقائي أحببت لقاءه و إذا كره لقائي كرهت لقاءه
وقال
قال الله تعالى:
أنا عند ظن عبدي بي إن ظن خيرا فله و إن ظن شرا فله أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء
وفى حسن الظن بالله
حسن الظن بالله تعالى ،
ينبغي أن يكون أغلب على العبد عند الموت منه في حال الصحة
، و هو أن الله تعالى يرحمه و يتجاوز عنه و يغفر له و ينبغي لجلسائه
أن يذكروه بذلك حتى يدخل في قوله تعالى :
" أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء
-فقال الحبيب
:لا يموتن أحدكم حتى يحسن الظن بالله . فإن حسن الظن بالله ثمن الجنة
-و روى عن ابن عمر أنه قال :
[ عمود الدين و غاية مجده و ذروة سنامة :
حسن الظن بالله . فمن مات منكم و هو يحسن الظن بالله :
دخل الجنة مدلاً ]
أي منبسطاً لا خوف عليه
.
و قال عبد الله بن مسعود :